~ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~
قصة مؤثرة لا تقراها إلا إذا فضيت
اسم القصــهـ / صرت تصـــلي زي ماما
الجزء الأول
قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. ابان دراستي الجامعيه .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بأحدى المؤسسات الصـُحـُفيه ..
ومع مرور الايام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافيه .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفتره خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. ادبائهم واطبائهم ..
و زاملت اقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .
وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..
( صديقي ) .. هذه كلمته لي .. كلما رأني.. !!
اقول له احيانا" ممازحا" .. انا اخيك .. فيرد بل انت (صديقي
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد احداث هذه القصه .. لقب ( صديقي
كان ( صديقي ) الاعزب .. معروفا" بيننا بأناقته المفرطه .. وعطوره الباريسيه .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفيه التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادما" الى مكان الاجتماع .. يشير الي بأصبعه .. قائلا" : الى هنا ياصديقي .. لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري ..
الا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى ان رئيس التحرير اذا شاهده .. يسير في احدى الردهات .. ناداه بصوت مسموع .. ( حيا الله قزاز ) نسبة الى اشهر بائعي العطور في المملكه ..
كثيرا" ماكان يردد ( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على مايعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثماله .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة الا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..
يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لاتجده متوافرا" في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لاتفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلما" سيالا" .. واسلوبا" ادبيا" رفيعا
الا ان مشكلة ( صديقي ) العظمى .. والازليه .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..
انه لايحب ذوي ( اللحى ) يمقتهم ويصرح بذلك علنا" .. وعلى رؤوس الاشهاد..
لايمكن ان يمر يوما" ما .. دون ان يشذ ب .. في رجال هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" مايردد عنهم .. انهم حجر العثرة الصماء .. على طريق سيرنا نحو الحضاره .
بصدق.. لم اشهده ابدا" .. يدخل الى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه .
اظنه كان لايؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم اني لا اصلي .. الايمان هاهنا .. ويشير الى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. امعانا منه في السخريه ) .
اذا خرجنا هو وانا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن مايكنه جوفه من هموم وافكار ورؤى ..
مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على افكاره ..!!
بدات أتقرب منه أكثر .. شيئا" فشيئا" .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الاخر .. فلم اجد منه الا قلبا" صلدا" .. واذنا" صماء ..
في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الاخوة السودانيين العاملين في الاقسام الفنيه بالجريده .. .. مارا" من امام مكتبه .. فدعاه الى تناول قدحا" من شاي .. شكره السوداني معتذرا" بانشغاله .. وعندما اصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقه .. وقال ( انا صائم )
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البروده .. !!
ساسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن ان تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول .. !!
لم نزيد السوداني وانا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .
حينما كنت.. اقرأ كتابات ( صديقي ) .. غير المنشورة طبعا" .. اشعر بقشعريره . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟ فلا اتمالك نفسي .. واؤنبه .. بل واهدده .. !
فلم يكن يزيد على قوله : لاتعجل ياصديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ماتقرأه هنا .. نزقٌ .. امام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الاطباق الفضائيه .. اوماكنا نسميه بـ ( البث المباشر ) ..
خوفا" .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. واصبحت اتحاشا .. الجلوس معه .. او التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه الى نفسي .. من عودة ( صديقي ) الى جادة الصواب ..
شعر هو بذلك ..
فكان كلما رأني .. يقول .. لن تبرح ان تكون ( صديقي ) !!
ارد عليه بأبتسامة باهته .. وفي داخلي اقول (( اللهم رده اليك ردا" جميلا )) هذا ماكنت اردده دوما
بعد عدة اشهر ..
كنت اسير في احد الشوارع التجاريه .. المكتظه بمحلات الازياء .. واذا ببصري يقع على ( صديقي ) على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الايسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الاكياس المليئه بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه .. متحجبه بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقا" له .. ومعه اسرته .. فأنه يتحاشا اللقاء به مباشرة .. !!
وهذا مافعلته .. اتحت له الفرصه ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا" .. مسترجعا" بذاكرتي ..
متى اقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟
الا انه رفع عقيرته .. مناديا" (( صديقي )) ..
توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحا" .. ومعانقا"
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!
يمم وجهه شطر صاحبته وقال : اعرفك على خطيبتي .. ( فلانه الفلاني ) ..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
انتظرووني في الجزء الثاني.."
منقووول للفائدة..
قصة مؤثرة لا تقراها إلا إذا فضيت
اسم القصــهـ / صرت تصـــلي زي ماما
الجزء الأول
قبل حوالي عقدٍ من الزمان .. ابان دراستي الجامعيه .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بأحدى المؤسسات الصـُحـُفيه ..
ومع مرور الايام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافيه .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفتره خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم .. فنانيهم ولاعبيهم .. ادبائهم واطبائهم ..
و زاملت اقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .
وكان ضمن من زاملتهم .. بطل قصتنا هذه ..
( صديقي ) .. هذه كلمته لي .. كلما رأني.. !!
اقول له احيانا" ممازحا" .. انا اخيك .. فيرد بل انت (صديقي
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد احداث هذه القصه .. لقب ( صديقي
كان ( صديقي ) الاعزب .. معروفا" بيننا بأناقته المفرطه .. وعطوره الباريسيه .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفيه التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادما" الى مكان الاجتماع .. يشير الي بأصبعه .. قائلا" : الى هنا ياصديقي .. لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري ..
الا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى ان رئيس التحرير اذا شاهده .. يسير في احدى الردهات .. ناداه بصوت مسموع .. ( حيا الله قزاز ) نسبة الى اشهر بائعي العطور في المملكه ..
كثيرا" ماكان يردد ( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على مايعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثماله .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة الا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..
يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لاتجده متوافرا" في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لاتفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلما" سيالا" .. واسلوبا" ادبيا" رفيعا
الا ان مشكلة ( صديقي ) العظمى .. والازليه .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..
انه لايحب ذوي ( اللحى ) يمقتهم ويصرح بذلك علنا" .. وعلى رؤوس الاشهاد..
لايمكن ان يمر يوما" ما .. دون ان يشذ ب .. في رجال هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" مايردد عنهم .. انهم حجر العثرة الصماء .. على طريق سيرنا نحو الحضاره .
بصدق.. لم اشهده ابدا" .. يدخل الى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه .
اظنه كان لايؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم اني لا اصلي .. الايمان هاهنا .. ويشير الى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. امعانا منه في السخريه ) .
اذا خرجنا هو وانا .. لوحدنا .. يفضفض لي .. عن مايكنه جوفه من هموم وافكار ورؤى ..
مما يجعلني اشعر .. بمدى سطوة الشيطان على افكاره ..!!
بدات أتقرب منه أكثر .. شيئا" فشيئا" .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الاخر .. فلم اجد منه الا قلبا" صلدا" .. واذنا" صماء ..
في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الاخوة السودانيين العاملين في الاقسام الفنيه بالجريده .. .. مارا" من امام مكتبه .. فدعاه الى تناول قدحا" من شاي .. شكره السوداني معتذرا" بانشغاله .. وعندما اصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقه .. وقال ( انا صائم )
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البروده .. !!
ساسألك .. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن ان تـُعفى عن صيام يوم .. في رمضان !! ؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك .. يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول .. !!
لم نزيد السوداني وانا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .
حينما كنت.. اقرأ كتابات ( صديقي ) .. غير المنشورة طبعا" .. اشعر بقشعريره . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ .. على كتابة مثل هذا .. !!؟ فلا اتمالك نفسي .. واؤنبه .. بل واهدده .. !
فلم يكن يزيد على قوله : لاتعجل ياصديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي .. تجد ماتقرأه هنا .. نزقٌ .. امام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك .. في بداية .. ظهور زمن الاطباق الفضائيه .. اوماكنا نسميه بـ ( البث المباشر ) ..
خوفا" .. على فكري وديني .. نفذت بجلدي .. واصبحت اتحاشا .. الجلوس معه .. او التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه الى نفسي .. من عودة ( صديقي ) الى جادة الصواب ..
شعر هو بذلك ..
فكان كلما رأني .. يقول .. لن تبرح ان تكون ( صديقي ) !!
ارد عليه بأبتسامة باهته .. وفي داخلي اقول (( اللهم رده اليك ردا" جميلا )) هذا ماكنت اردده دوما
بعد عدة اشهر ..
كنت اسير في احد الشوارع التجاريه .. المكتظه بمحلات الازياء .. واذا ببصري يقع على ( صديقي ) على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الايسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الاكياس المليئه بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه .. متحجبه بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقا" له .. ومعه اسرته .. فأنه يتحاشا اللقاء به مباشرة .. !!
وهذا مافعلته .. اتحت له الفرصه ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا" .. مسترجعا" بذاكرتي ..
متى اقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟
الا انه رفع عقيرته .. مناديا" (( صديقي )) ..
توقفت .. واقبل عليّ .. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحا" .. ومعانقا"
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!
يمم وجهه شطر صاحبته وقال : اعرفك على خطيبتي .. ( فلانه الفلاني ) ..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
انتظرووني في الجزء الثاني.."
منقووول للفائدة..